تقنيات القراءة السريعة

مهارات القراءة السريعة: جوبيس تيرلي

القراءة السريعة هي مهارة قد يراها البعض غريبة أو غير قابلة للتحقيق، لكنها تمثل أحد الأساليب الفعّالة التي تتيح للأفراد اكتساب المعلومات بسرعة وكفاءة أكبر. يعتبر كتاب “مهارات القراءة السريعة” للخبير جوبيس تيرلي من أبرز المصادر التي تناقش هذا الموضوع بعمق. يقدم تيرلي في كتابه استراتيجيات وتقنيات عملية تهدف إلى تحسين سرعة الفهم، وزيادة القدرة على استيعاب النصوص المعقدة، دون التأثير على جودة الفهم.

مفهوم القراءة السريعة

القراءة السريعة ليست مجرد محاولة لتصفح النصوص بأسرع ما يمكن، بل هي تقنية تهدف إلى تحسين سرعة القراءة مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الفهم. تشمل هذه المهارة تحسين التركيز على المعلومات الأساسية والتقليل من التشتت الذهني، مما يسمح للقارئ بمعالجة المعلومات بطريقة أكثر فعالية.

ينطوي هذا الأسلوب على قراءة النصوص بطريقة تنطوي على المرور السريع من خلال الكلمات والجمل، دون الرجوع إلى النص أو التوقف عند التفاصيل الصغيرة. الهدف هو تحقيق أقصى استفادة من الوقت الذي يتم تخصيصه للقراءة، وهو ما يساعد في التعلم الأسرع وأداء مهام متعددة بكفاءة أكبر.

جوبيس تيرلي: خلفية المؤلف

جوبيس تيرلي هو خبير في مجالات التعليم والتنمية البشرية. معروف بخبرته في مجال القراءة السريعة، حيث أسهم بشكل كبير في تطوير استراتيجيات القراءة السريعة وتدريب الأفراد على تطبيق هذه التقنيات في حياتهم اليومية. من خلال كتابه “مهارات القراءة السريعة”، يقدم تيرلي شرحًا مفصلًا للأساليب التي يمكن أن تساعد القارئ على تحسين أدائه في القراءة، وزيادة سرعته وفهمه، باستخدام طرق علمية وتجريبية مدعمة بأبحاث ميدانية.

أهمية القراءة السريعة

تعد القراءة السريعة من المهارات المهمة في عالمنا المعاصر، حيث يواجه الأفراد تحديات ضخمة بسبب الكم الهائل من المعلومات التي يتعين عليهم معالجتها. في هذا السياق، تأتي القراءة السريعة كأداة قوية للتعامل مع هذا التحدي. فيما يلي بعض الأسباب التي تبرز أهمية هذه المهارة:

1. توفير الوقت والجهد

أحد الأهداف الرئيسية للقراءة السريعة هو تحسين القدرة على استيعاب المعلومات بسرعة أكبر. بالنسبة للطلاب، أو المحترفين الذين يحتاجون إلى قراءة العديد من الأوراق البحثية أو التقارير، فإن السرعة في القراءة تتيح لهم الحصول على أكبر قدر من المعلومات في وقت قصير. هذا يعنى أن بإمكانهم أداء مهامهم بكفاءة أكبر.

2. تعزيز الفهم الشامل

القراءة السريعة لا تقتصر على اكتساب معلومات بسرعة، بل تهدف إلى تحسين الفهم الشامل للنصوص. إن التركيز على فهم الأفكار الرئيسية وتخطي التفاصيل الثانوية يجعل القارئ أكثر قدرة على الربط بين الأفكار المختلفة واستخلاص المعنى العام، دون التوقف عند كل كلمة.

3. تحسين القدرة على التذكر

أظهرت الدراسات أن القراءة السريعة تساعد على تحسين الذاكرة الطويلة الأمد. هذا يعود إلى أن القارئ لا يضيع وقته في التفاصيل الدقيقة، بل يركز على الفهم العميق للنصوص، مما يجعل المعلومات أسهل في الحفظ والتذكر.

4. التعامل مع أنواع مختلفة من النصوص

القراءة السريعة تُمكّن الأفراد من التعامل مع أنواع متعددة من النصوص، سواء كانت أكاديمية، أو أدبية، أو صحفية، أو حتى وثائق عمل. بفضل هذه المهارة، يصبح من الأسهل تحديد ما هو مهم في النصوص الطويلة والمعقدة.

تقنيات القراءة السريعة كما يشرحها جوبيس تيرلي

يقدم تيرلي مجموعة من الاستراتيجيات التي تساهم في تحسين سرعة القراءة وكفاءتها. تتنوع هذه التقنيات لتشمل مجموعة من الخطوات التي يمكن للقارئ تطبيقها فورًا على أي نص يقرؤه.

1. تقليل التكرار البصري

من أهم التقنيات التي يوصي بها تيرلي هي تقليل التكرار البصري، أي توقف العين عن العودة إلى الكلمات أو الجمل السابقة. يذكر تيرلي أن العديد من القراء يميلون إلى الرجوع إلى الكلمات التي قرؤوها بالفعل، وهو ما يبطئ عملية القراءة بشكل غير ضروري. يشمل ذلك تقليل حركة العين الجانبية، والتي تشهد عندما يعود القارئ إلى الوراء عدة مرات.

2. استخدام الإشارة البصرية

تقنية أخرى تشير إليها تيرلي هي استخدام الإشارة البصرية، وهي عملية تحريك القلم أو الإصبع أسفل النص أثناء القراءة. يُعتقد أن هذا يساعد العين على متابعة النص بطريقة أكثر سلاسة ويحسن التركيز. كما أن هذه الحركة تحفز الدماغ على تسريع معالجته للمعلومات.

3. تدريب العين على التكيف مع السرعة

تتضمن هذه التقنية تدريب العينين على التنقل بسرعة بين الكلمات والجمل دون التوقف عند كل كلمة على حدة. بشكل أساسي، يشجع تيرلي القراء على قراءة كتل من الكلمات بدلاً من قراءة كل كلمة على حدة. مع مرور الوقت، تتعلم العين أن تتعامل مع كميات أكبر من المعلومات في كل مرة.

4. تكييف السرعة مع نوع النص

ينبغي أن يكون لدى القارئ القدرة على تكييف سرعته بناءً على نوع النص الذي يقرأه. فمثلاً، في حالة قراءة نص أكاديمي يتطلب الفهم العميق، يجب أن تكون السرعة أبطأ. ولكن في حال قراءة نصوص خفيفة مثل الروايات أو المقالات، يمكن للقارئ أن يقرأ بشكل أسرع.

5. استخدام أساليب التركيز

التركيز الكامل على القراءة هو أحد العوامل التي تعزز من فاعلية القراءة السريعة. لذلك، يشير تيرلي إلى أهمية القضاء على المشتتات أثناء القراءة، مثل الإضاءة السيئة أو البيئة الصاخبة. كما يجب تجنب القراءة عندما يكون العقل مشتتًا أو مرهقًا.

تطبيق مهارات القراءة السريعة في الحياة اليومية

يمكن لمهارات القراءة السريعة أن تكون مفيدة في العديد من السياقات الحياتية المختلفة. في الحياة المهنية، يمكن للأفراد استخدام هذه المهارات لتحسين إنتاجيتهم من خلال قراءة التقارير والمقالات بشكل أسرع وأكثر فعالية. كذلك في الحياة الأكاديمية، يساهم تعلم القراءة السريعة في تمكين الطلاب من إنهاء دراستهم في وقت أقل، مع استيعاب أكبر قدر من المعلومات.

في المجال الأكاديمي

من خلال تطبيق القراءة السريعة، يمكن للطلاب تحقيق فائدة كبيرة في دراستهم، سواء كان ذلك في قراءة الكتب الدراسية أو الأبحاث العلمية. إن تحسين سرعة القراءة يعني أنهم يمكنهم الاطلاع على مراجع أكثر في وقت أقل، مما يزيد من قدرتهم على الاستفادة من المعلومات وتحقيق أداء أكاديمي أفضل.

في مجال العمل

أما بالنسبة للمهنيين، فإن القدرة على قراءة تقارير الأعمال أو الفحوصات التقنية بسرعة ودقة قد تكون نقطة حاسمة في اتخاذ القرارات بسرعة وفي الوقت المحدد. كما أن القراءة السريعة يمكن أن تساعد الموظفين في تصفح البريد الإلكتروني والمستندات القانونية في وقت أقصر، مما يساهم في تحقيق الإنتاجية العالية.

خلاصة

القراءة السريعة هي مهارة حيوية تعزز من قدرة الفرد على استيعاب أكبر قدر من المعلومات في أقصر وقت ممكن. من خلال تطبيق التقنيات التي قدمها جوبيس تيرلي في كتابه “مهارات القراءة السريعة”, يمكن للأفراد أن يحسنوا بشكل ملحوظ من سرعتهم في القراءة مع الحفاظ على مستوى عالٍ من الفهم. هذه المهارات ليست مجرد تحسين في السرعة، بل هي أيضًا طريقة لتطوير قدرات الفهم والاستيعاب، مما يساعد في التكيف مع المتطلبات المتزايدة للمعلومات في عصرنا الحالي.